التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يظهر عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، لكنه يستمر مع الشخص طوال حياته. في بعض الحالات، قد لا يتم تشخيص التوحد حتى مرحلة البلوغ، مما يجعل الأفراد يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب. في هذه المقالة، سنستعرض الأسباب المحتملة لمرض التوحد عند الكبار والعوامل التي تؤثر في تشخيصه.
ما هو مرض التوحد؟
التوحد هو اضطراب يؤثر على التواصل، السلوك، والتفاعل الاجتماعي. يشمل مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها وتأثيرها من شخص لآخر، ولهذا يُشار إليه بـ"طيف التوحد".
خصائص التوحد عند الكبار
صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
سلوكيات متكررة أو مقيدة.
حساسية مفرطة أو منخفضة تجاه المحفزات الحسية.
تحديات في فهم الإشارات الاجتماعية والتعبير عن المشاعر.
أسباب التوحد عند الكبار
رغم أن الأسباب الدقيقة للتوحد غير معروفة بشكل كامل، هناك عدة عوامل تسهم في الإصابة به:
1. العوامل الوراثية
الجينات:
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في التوحد. قد يكون للأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بالتوحد خطر أعلى للإصابة.
هناك عدة جينات مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بالتوحد، لكن التأثير يختلف من شخص لآخر.
التغيرات الجينية العشوائية:
قد تحدث طفرات جينية خلال مراحل التطور المبكر تؤدي إلى التوحد.
2. العوامل البيئية
التعرض لعوامل بيئية معينة أثناء الحمل:
تعرض الأم لمواد سامة، مثل التلوث أو المواد الكيميائية، قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
العدوى الفيروسية أو نقص التغذية خلال الحمل قد يكون له تأثير أيضًا.
الولادة المبكرة أو مضاعفات الولادة:
بعض الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
3. التغيرات في الدماغ
اختلافات في هيكل ووظائف الدماغ:
أظهرت الأبحاث أن هناك اختلافات في مناطق معينة من الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، مثل الفص الجبهي الذي يرتبط بالمهارات الاجتماعية.
يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات الحسية والاجتماعية.
4. العوامل النفسية والاجتماعية
التوتر والضغوط النفسية:
قد يعاني البالغون المصابون بالتوحد من صعوبات في التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية، مما يزيد من حدة الأعراض.
العزلة الاجتماعية قد تكون نتيجة أو سببًا لتفاقم الأعراض لدى البالغين.
5. التشخيص المتأخر
التشخيص في الطفولة:
في بعض الحالات، قد يكون التوحد غير ملحوظ في الطفولة، خاصةً إذا كانت الأعراض خفيفة.
قد لا يتم تشخيص الأفراد حتى البلوغ عندما تصبح التحديات الاجتماعية أو المهنية أكثر وضوحًا.
أسباب تأخر التشخيص عند الكبار
عدم الوعي بالتوحد في الماضي:
في العقود الماضية، لم يكن التوحد معروفًا أو مفهومًا بشكل جيد، مما أدى إلى تأخر تشخيص الكثير من الحالات.
التكيف مع الأعراض:
بعض البالغين يتعلمون التكيف مع أعراض التوحد بطرق تجعل الاضطراب أقل وضوحًا للآخرين، مثل تجنب المواقف الاجتماعية.
الخجل أو القلق:
قد يتم تشخيص بعض الأفراد بالقلق الاجتماعي أو الاكتئاب بدلاً من التوحد، مما يؤخر التشخيص الصحيح.
تأثير التوحد غير المشخص عند الكبار
التحديات المهنية:
قد يواجه الأفراد صعوبة في الحفاظ على وظيفة أو التكيف مع بيئة العمل.
العلاقات الاجتماعية:
صعوبات في بناء العلاقات والحفاظ عليها بسبب نقص المهارات الاجتماعية أو صعوبة فهم الإشارات الاجتماعية.
الصحة النفسية:
قد يؤدي التشخيص المتأخر إلى مشكلات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو الشعور بالعزلة.
دور الأهل والمجتمع في دعم مرضى التوحد البالغين
1. التوعية والتقبل
فهم طبيعة التوحد وأسبابه يساعد في تحسين التعامل مع المرضى.
تعزيز التقبل الاجتماعي يمكن أن يقلل من شعور العزلة لديهم.
2. توفير بيئة داعمة
البيئة التي تشجع على التفاعل الاجتماعي والتواصل المفتوح تساعد البالغين المصابين بالتوحد على الاندماج بشكل أفضل.
3. التشجيع على طلب المساعدة المهنية
العلاج السلوكي: يساعد على تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
العلاج النفسي: يقدم الدعم في التعامل مع الضغوط النفسية وتحسين جودة الحياة.
ختاماً
مرض التوحد عند الكبار يمكن أن يكون تحديًا، لكنه ليس عائقًا أمام تحقيق حياة مستقلة ومثمرة. من خلال فهم الأسباب والعوامل المساهمة، يمكن توفير الدعم اللازم للأفراد المصابين للتغلب على التحديات اليومية.
دعوة للتواصل
إذا كنت تبحث عن برامج دعم أو استشارات مخصصة لمرضى التوحد البالغين، ندعوك للتواصل مع أكاديمية العلوم للتعليم عن بعد عبر واتساب. احجز حصتك المجانية الآن وابدأ رحلة تحسين حياتك أو حياة أحبائك!