اختبار التوحد عند الكبار: أهمية التشخيص وكيفية إجرائه
التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يمكن أن يستمر مع الشخص طوال حياته. بينما يتم تشخيص معظم الحالات في مرحلة الطفولة، هناك العديد من البالغين الذين لم يحصلوا على تشخيص حتى سن متأخرة. التعرف على التوحد عند الكبار يمكن أن يكون مفتاحًا لتحسين جودة الحياة من خلال توفير الدعم المناسب. في هذه المقالة، سنتناول اختبار التوحد عند الكبار، أهميته، وكيفية إجرائه.
ما هو اضطراب طيف التوحد؟
اضطراب طيف التوحد هو حالة تؤثر على التواصل الاجتماعي، السلوك، والمعالجة الحسية. يمكن أن تتفاوت الأعراض من خفيفة إلى شديدة، مما يجعل التشخيص أحيانًا تحديًا، خاصة في مراحل البلوغ.
أعراض التوحد عند الكبار
صعوبة في التفاعل الاجتماعي:
تحديات في فهم الإشارات الاجتماعية، مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت.
صعوبة في تكوين والحفاظ على العلاقات.
سلوكيات متكررة:
تكرار الأنشطة أو الروتين اليومي بشدة.
التمسك بطرق محددة لتنفيذ الأمور.
حساسية مفرطة أو منخفضة للمحفزات الحسية:
الانزعاج من الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة.
البحث عن التحفيز الحسي مثل اللمس أو الحركة.
مشكلات في التواصل:
التحدث بشكل مباشر جدًا أو غير متوقع.
صعوبة في فهم الدعابة أو العبارات المجازية.
لماذا قد يحتاج البالغون إلى اختبار التوحد؟
التفسير للسلوكيات السابقة:
يمكن للتشخيص أن يساعد الأفراد على فهم تجاربهم وسلوكياتهم بشكل أفضل.
تحسين الدعم الشخصي والمهني:
يتيح التشخيص الوصول إلى خدمات الدعم، مثل العلاج السلوكي أو المهني.
التعامل مع التحديات النفسية:
يساعد التشخيص في التعامل مع القلق، الاكتئاب، أو التوتر المرتبط بالتوحد.
كيف يتم اختبار التوحد عند الكبار؟
1. التقييم الذاتي
استبيانات واختبارات مبدئية:
العديد من الاختبارات المبدئية متاحة على الإنترنت، مثل مقياس طيف التوحد (AQ) الذي يقيّم مدى توافق الأعراض مع التوحد.
هذه الاختبارات ليست تشخيصية ولكنها تعطي فكرة أولية حول الحاجة لمزيد من التقييم.
2. التقييم السريري
مقابلة مع مختص:
تشمل مناقشة التاريخ الشخصي والتطور الاجتماعي والسلوكي.
يتم تحليل كيفية تأثير الأعراض على الحياة اليومية.
اختبارات معيارية:
قد يستخدم المختص أدوات تقييم معيارية مثل:
ADOS-2 (اختبار مراقبة تشخيص التوحد): يتم استخدامه لتقييم السلوكيات المرتبطة بالتوحد.
يساعد هذا في تقديم صورة شاملة عن تاريخ الفرد وسلوكياته من منظور خارجي.
4. التقييم النفسي الشامل
يمكن أن يشمل اختبارات إضافية لتحديد مشكلات أخرى مثل القلق أو الاكتئاب التي قد تؤثر على التشخيص.
أهمية التشخيص المتأخر
1. تحسين الفهم الذاتي
يساعد التشخيص على فهم أسباب التحديات التي واجهها الفرد طوال حياته.
يتيح للأفراد تحديد استراتيجيات للتعامل مع هذه التحديات بشكل أفضل.
2. الوصول إلى الدعم والخدمات
بعد التشخيص، يمكن للأفراد الوصول إلى خدمات الدعم المختلفة مثل العلاج السلوكي، جلسات النطق، أو برامج التوظيف المدعومة.
3. تعزيز العلاقات الشخصية
فهم التوحد يمكن أن يساعد في تحسين التواصل مع الآخرين، بما في ذلك أفراد العائلة والأصدقاء.
4. تحسين الصحة النفسية
يساعد التشخيص في التعامل مع القلق أو الاكتئاب المرتبط بعدم فهم الذات.
كيفية الاستعداد لاختبار التوحد
جمع المعلومات:
فكر في السلوكيات التي لاحظتها طوال حياتك والتي قد تشير إلى التوحد.
حاول جمع ملاحظات من أفراد العائلة حول طفولتك وتطورك.
التحضير للمقابلة:
كن مستعدًا للإجابة عن أسئلة حول تاريخك الشخصي والاجتماعي.
الانفتاح والصراحة:
لا تخف من مشاركة التحديات التي تواجهها حتى لو كانت تبدو بسيطة.
قصص نجاح بعد التشخيص
هناك العديد من البالغين الذين شعروا بتحسن كبير في حياتهم بعد تلقيهم تشخيص التوحد. من خلال فهم أنفسهم بشكل أفضل، تمكنوا من تحسين علاقاتهم، العثور على وظائف تناسبهم، وتحقيق توازن نفسي أكبر.
ختاماً
اختبار التوحد عند الكبار هو خطوة مهمة نحو فهم الذات وتحقيق تحسينات ملموسة في جودة الحياة. من خلال التشخيص الصحيح، يمكن للأفراد الحصول على الدعم الذي يحتاجونه للتعامل مع التحديات والاستفادة من قدراتهم.
دعوة للتواصل
إذا كنت ترغب في الحصول على استشارة أو دعم حول اختبار التوحد عند الكبار، ندعوك للتواصل مع أكاديمية العلوم للتعليم عن بعد عبر واتساب. احجز حصتك المجانية الآن وابدأ رحلة فهم نفسك بشكل أفضل!